الحمي القلاعية خطر داهم ، فبظلف الماشية قد تقلب طاولة الاقتصاد ، ليس بالرفس المفاجئ أو بالشلوت المباغت أو الزغد المبتدأ بحالة التناوش ؛ إنما قلب الطاولة وطرح جزئية من الاقتصاد خلال إصابة تتربص وتضرب ولا تتريث فتصيب نصيبا من مكونات غذاء الإنسان وبعض طعام الإنسان مسخر بجنس ونوع حلال لحوم بعض حيوانات ، فليس بالجسد وحده يحيا الإنسان بل بجسد الحيوان يأكل ليعيش ، والحيوان يعيش ليأكل ويؤكل ، فعندما يتدخل فيروس الحمى القلاعية بصنيع خبث بلا توازن طبيعى فينطلق فخرا بفجر خصومة فهو بذا يفسد العلاقة بين الإنسان والحيوان والاقتصاد ، وهذا المرض الوبائي يحضر ومعه الكوارث الكثيرة ، والمصائب غير الصائبة ، هى فى معجنة مجراها ومرساها بؤرة مشاكل _ان تم السكوت عنها ، إن لم يتم فرض حصار على المرض ، أو إن تم ضرب الطناش برصاص الإهمال ؛ فإن الأمر جد خطير شر مستطير قسوة بأقصي تقصير ٠
فحمي القلاعية أو " الجلاخ " أو داء الحافر مرض ينتقل من الحيوانات إلي الحيوانات ، عامل كده زي " عم شنطح جاي ينطح " ، فهذا المرض يكمن في فيروس جبار بصلف قرار ، يبحث عن بيئة عائلة له تكون محط استقرار ، ومنها ينطلق سعيا للتدمير ، و يطفق خربا إلي سوء المصير ، فيروس شديد العدوي متسلط مكار يتحول ويتحور ، يطلق علي هذا الفيروس فيروس" الافتو " وفي تحوله في الحيوانات المصابة به وتحوره لزاما تحدث العدوى و ينشأ الصراع ، معارك توجد وينشب من توزعها سوء الأثر فهي مخالب افتراس ، لماذا وكيف ذلك ؟
يكون ذلك كذلك عندما تتحرك العدوى بلا موانع ، فيدخل جزئ الفيروس وهو يمشي بسلامته و _مش متخفي بنضارة _ ، بل عينى عينك ، حيث تدخل خلية العائل بجلالة حجمها وقدرها ، فتولد آلاف النسخ الفيروسية ، فهي بهاتيك المجالي جري وبرطعة دون جلبة أو حتى طرقعة و حتتك بتتك يتمكن بسهام الإصابة تحقيق هدفه ، ومن خطورة فيروس حمي الوادي القلاعية على الماشية ؛ أن الفيروس لديه قدرة عجيبة تبدو غريبة !
وذلك بتنوعه الجيني الذي يتوغل وينتشر ثم يتوغل ويتوغل ويزنق نفسه في محشر داخل محشر ويحشر نفسه فى زاوية جسمية للحيوان ، ويكمل عبثه الجنوني ، وهوبا بعد تموقع انتفاخ تنفجر الخلية ، فمن منصاتها تطلق جزيئات جديدة غير سابقتها التى هناك بسبيل مقيم ، ثم بعد دورة توالدية حركية تنفجر الخلية بعد تلك الدربكة بالمعركة الخفية هذه المرة ، و دم الحيوان هو الضحية تحت قصف معركة فيروسية ليس له فيها ناقة ولا جمل سوي أن اللعب كله فرض على أرضه جسمه ، أ وزار كثيرة تصيب الحيوانات من الحمى القلاعية ، بداية من بربشة ووجع العينين واحمرارها وكثرة الدموع و بثور. في الفم وعلي اللسان روال وسيلان ، وصولا إلي تقرحات الحوافر ومشية العرج دون مندوحة إلي عكاز بل عرج و معه عوج ، والأخطر من ذلك علي الحيوانات بسبب مرض الحمى القلاعية أنه أحيانا تحدث التهابات بالفصيلة القلبية مما ينتج عنه الموت للحيوان المصاب .
وبحسب دراسات الطب البيطري لهذا المرض فقد تم تقسيمه إلي نوعين : الأول ٠٠ العدوى تحت السريرية" الحديثة "وهي عدوي حادة تحدث بعد فترة قصيرة من إصابة الحيوان بفيروس الحمى القلاعية ، ربما من يوم إلى يومين وتفضل لازقة بغراء المكث من ثمانية أيام إلي أربعة عشرة يوما ، أما العدوي تحت السريرية "المستدامة " فهي التى يطلق علبها " حالة الحامل " تحدث عندما يتعافى الحيوان من العدوى الحادة في هذه الحالة تحتوي العدوى على كميات صغيرة أو ضئيلة من الفيروس ، وعلى كل حال فالنوعان يمثلا الخطر المحدق بدرجات وتفاوت بمختلفات الفعل والنتيجة.
عرفت الحمى القلاعية لأول مرة عام ١٨٧٠ و لقد حار الأطباء البيطريون في التفسير والعلاج إلي أن جاء العام ١٨٩٧ حيث قام البروفيسور " فريدريك لوفلر " ومعه فريقه البحثي المختبري المعملي فقد استأصلوا الفيروس و اكتشفوا العلاج ، وبينما الحرب العالمية الأولي يفرقع بها الرصاص طيخ طاخ ، والقنابل بوم بم بم بوم ، والصواريخ تك تك .
ثم كانت المفاجاة الأكثر دويا ؛ إذ تهاجم الحمى القلاعية قارة افريقيا واسيا و أمريكا الجنوبية ، ثم قارة اور با تلك القارة _مسببة الحرب العالمية الأولى _ والحرب ماضية همجية جنون تموت المواشي و تنقص الألبان و تشح اللحوم ،ثم فى العام ١٩٢٩ تتوصل الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا إلي محاصرة المرض قبل استفحال العرض وانتشار المرض ، فتم استئصال مرض الحمى القلاعية في البلدين تماما ، ولكنه زحف على العالم أجمع عام. ١٩٩٦ .
وفى مارس عام ٢٠١٢ ظهر المرض فى مصر وعمل عمله غير الإيجابي في البلاد وأثر في العباد ، فمرض الحمى القلاعية يؤدي إلي خسائر فيها فدح كبير هلاك للحيوانات ، طعنات غادرة تخدش الاقتصاد فتجرحه وتحرجه ، لذا تهتم الهيئة الأوروبية لمكافحة الحمى القلاعية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة " الفاو " برصد هذا المرض ومجابهته ومقاومته فى ٣٩ دولة من البلدان الأعضاء فى المنظمة بقيمة ١،٨ مليار دولار للحيوانات المجترة و١١ مليار دولار في المناطق الموبؤة المعكوكة بمرض الحمى القلاعية و١،٥ مليار دولار وقاية للمناطق الخالية من المرض ، أي شىء لزوم توقع شيء ٠
الوقاية من المرض قد تبدو عسبرة ، لكنها بعمل الوقاية سهلة ميسورة ليست صعبة مستحيلة ، حيث تتمثل الوقاية فى إجراءات الكشف المبكر طلبا للإ نذار المبكر و معرفة المصغر والمكبر ، مع تشديد الرقابة علي الحظائر الكبيرة والصغيرة وفرض الحجر الصحي إن تطلب الأمر تدخلا سريعا فذبح الحيوانات المصابة عملية استباقية مفيهاش فصال فالانتظار دمار وبوار ٠
سؤال هل يصيب هذا المرض الإنسان أو لا ؟ أغلب الدراسات أجمعت علي عدم إصابة الإنسان بمرض الحمى القلاعية ، ولا تنتقل العدوى إلي الإنسان عن طريق أكل الحيوانات المصابة ، وهناك دراسة أشارت إلى تشابه أعراض الحمى القلاعية التى تصيب الإنسان تشبه أعراض الحمى القلاعية ولكنها تتضح فقط فى الرضع والأطفال الصغار ، ويسمي هذا النوع " كوكساكي " أو مرض الفم و اليد والقدم لكنه ليس له صلة من قريب أو بعيد بمرض الحمى القلاعية.
ورغم نسبة التفاؤل من خلال التجارب السريرية وتأكيد العلم ، فإن الله سبحانه وتعالي منح الإنسان هبة في وفرة الأحماض " الحمض المعدي " الذي يقف رأس حربة أو حائط صد أو حاجز سد امام تهور فيضان مرض الحمى القلاعية ٠
فمرض الحمى القلاعية يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق أو الحوافر ماعز أبقار أغنام والفيلة والقنافذ والبيسون والأرانب والخنازير ، فلقد تم اكتشاف الحمي القلاعية فى طبق لحمة خنزير بمطعم فى دولة آسيوية ، و _الحمد لله علي نعمة الإسلام _ فقد حرم الله تناول لحم الخنزير ، حكمة فى التحريم للتحرر من أسر خطورة ، منها الأمراض مثل الحمى القلاعية ٠
ويجب أن نشيد بالحملة القومية لتحصين الماشية ضد مرض الحمى القلاعية وحمي الوادي المتصدع التى بدأتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي منذ يومين بمعرفة وتنفيذ الهيئة العامة للخدمات اليبطرية التابعة لوزارة الزراعة تلك الحملة التى تعمل بلجان ثابتة ومتحركة بجميع قري ونجوع وكفور وعزب الجمهورية ، و لهذا الغرض وفرت الحملة اللقاحات ، وتؤكد الحملة أن التحصين أمانة وواجب لضمان الحفاظ على الثروة الحيوانية وصيانة لمقدر من مكونات الاقتصاد المصري ، وضمانة لإنتاج اللحوم والألبان ، والعمل علي تشجيع المربين للماشية في كل مكان بمصر فالتحقق والتثبت بالوقاية منظومة عمل لامحيص عنها ولا مناص ٠