عندما نقترب بالنقد البناء من أى قضية أو أزمة تمس ثنايا المجتمع وخصوصا إذا كانت تتعلق بمسألة الوعى نرى البعض يلح علينا فى طرح الحلول أو الأفكار مع أن دور الصحفى ليس كذلك، ولكنه يعرض الأزمة وعلى المسئول حلها وفقا لرؤيته - عموما - هذا حدث عندما طرحت اهم المشكلات، التى أدت إلى ترهل الهيئة العامة لقصور الثقافة وفشلها فى أداء دورها فى تثقيف المجتمع واكتشاف المواهب ، هذا الترهل الإدارى والثقافة جعلها تعيش فى حالة "إغتراب كلى " أى فى عزلة من المجتمع وانفصال فعلى عن الناس ، ولا يغرنك الصورة ، أو اللقطة المزيفة فى بعض الأنشطة لكسب ثقة المسئول القابع على مقعده .. فالنتيجة الحقيقية لاشئ ..ضجيج بلا طحين ..ولأننا نؤمن بقيمة الثقافة الجماهيرية نؤكد انه لم ولن يتم انقاذها إلا من خلال فريق عمل وطنى ومتجانس يمتلك الخيال والحلم ..
وفى هذا المقال نطرح بعض الأفكار والرؤى ، ربما يستفيد منها من يريد تطوير قصور الثقافة وانتشالها من حالة العزلة ، الطوعية فى عدة نقاط نراها قد تحرك المياه الراكدة..
في البداية يجب أن نفرق بين شيئين هما النشاط والتوجه.. النشاط هو فعل ايجابي لسد الثغرات ، أما التوجه فيأتي من خلال حاجة المجتمع لهذا الفعل الثقافي.
وانطلاقًا من هنا فإن ملامح التطوير من خلال بعض العناصر:
أولاً :
التأكيد على دور الدولة المصرية في إعادة تشكيل الوجدان وإعادة ترتيب العقل البشري من خلال أفكار تشكل الوجدان وترسخ بعض القيم الإنسانية مثل الحب والخير والجمال ، والإنتماء ونبذ العنف بكافة أشكاله.
ثانياً :
إعادة معالجة بعض الأفكار الموجودة وإبتكار أخرى بحيث تتماشى مع رؤية الدولة في تطوير المجتمع ، ودمجه في الحياة الثقافية والسياسية والإقتصادية.
ثالثاً :
إعداد كوادر ثقافية مؤهلة للعمل الثقافي ومؤمنين بدورهم في تنمية العقل المصري بحيث يكون فاعلًا وايجابيا لحماية بلاده وثقافة من أية أفكار هدامة لوطنه.
رابعاً :
تحويل القصور الموجودة في المحافظات الى مراكز ثقافية متكاملة فيها كافة أشكال الفنون والآداب بحيث يكون قصر الثقافة عبارة عن وحدة إنتاجية ذات طابع خاص ، يحافظ على تراث البيئة الجغرافية للمحافظة وتعليم الحرف البيئة والتقليدية وفقًا للمزايا النسبية لها لأن كل إقليم ثقافى كل محافظة منه لها سمات ثقافية وحرفيه تختلف عن الأخرى هذه الوحدة الإنتاجية سوف تخفض نسب البطالة في المحافظة وتحقق عائد بالعملات الصعبة حال تصديرها ، كما أنه يمكن استغلال بعض الأماكن في هذه المراكز إلى أنشطة اقتصادية مثل إنشاء مطعم خاص بأشهر أكله فى المحافظة " بجانب النشاط الثقافي والأدبي والفنى.
خامساً :
إنشاء “حضانات” لتعليم الأطفال كافة أنواع الفنون بأسعار زهيدة .. عن طريق عمل ورش خاصة بهم .. كالغناء والموسيقى والرسم والتمثيل وغيرها.. هذه الفنون سوف تشكل وجدانهم وتحافظ على الهوية الثقافية وتحميهم من كافة أشكال التطرف في المستقبل.
سادساً :
نشر الثقافة العلمية لربط الأجيال بالتطور التكنولوجي.
سابعاً :
المسرح هو أبو الفنون.. المسرح يجب أن يكون معبرًا عن الحالة التى نعيشها بإيجابياتها وسلبياتها من أجل البناء ، كما ان العروض المسرحية من المفترض أن تكون وثيقة الصلة بخصوصياتنا ، وبيئتنا ومناقشة وعرض قضايانا بحيث يمكننا الوقوف في مواجهة أي تخريب للعقل المصري ونكشف عن الإيجابيات التى تحدث في دولتنا العظيمة.
ثامنًاً:
إقامة مؤتمرات وندوات تثقيفية تقوم على بناء الثقة بين الناس والحكومة عن طريق تنويرهم ببعض القضايا التنموية التى ترتبط بحياتهم المعيشية .
تاسعاً :
إلغاء بعض الإدارات العامة والمركزية الممولة ترشيدا للإنفاق ..حيث ان طبيعة المرحلة لاتتطلب ذلك.
عاشراً :
يقوم التطوير من خلال كل اقليم بمحافظاته ( الخمس) على حدة.. بمعنى أن التطوير لا يتم في وقت واحد بل يتم مثلًا جنوب الصعيد بمحافظاته ثم بعد ذلك شرق الدلتا وهكذا .. حتى يتم إنجاز وتطوير كافة مواقع الهيئة ثقافيا وفكريا واقتصاديا واستثماريا حتى تقوم بدورها فى تنمية العقل المصرى وتوحيد جبهتنا الداخلية فكريا وثقافيا ضد اى اختراق من أعداء الخارج والداخل ونقف خلف قيادتنا المستنيره.
ملحوظة:
النشاط لم ولن يتوقف عندما يتم التطوير . وفى النهاية نؤكد أننا لسنا قناصه ، ولكن إيمانا بقيمة هذا الجهاز العريق ودوره ، يحتم علينا الإعتراف بالمشكلات أولا وهذا نصف الحل .