أجاب الدكتور محمد عابدين، الخبير الزراعى والبيئى والباحث فى وراثة وتربية النبات، على سؤال ورد لصفحة «الأهرام التعاونى والزراعى» على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك من أحد متابعينا، حول إمكانية زراعة محصول القمح بشكل مستمر في نفس الأرض دون التناوب مع محصول البرسيم، وما إذا كان ذلك يؤثر على إنتاجية القمح.
وأكد الدكتور عابدين بأنه لا ينصح بزراعة القمح بشكل مستمر في نفس الأرض دون تناوب مع محاصيل أخرى وخاصة البقولية مثل البرسيم أو الفول البلدي، موضحًا أن القمح بطبيعته نبات مستهلك للعناصر الغذائية بشكل كبير، وتكرار زراعته يؤدى إلى نفس الاستهلاك، مما يقلل من خصوبة التربة ويؤثر سلبًا على إنتاجية القمح بسبب استنزاف مغذيات التربة.
وأشار إلى أن الزراعة المتكررة لنفس المحصول تستنزف عناصر غذائية معينة، مما يضعف النبات ويقلل من المحصول في السنوات التالية ويؤدي إلى زيادة الآفات والأمراض التي قد تتراكم في التربة، مما يتطلب استخدام كميات أكبر من المبيدات، وهو ما يزيد من تكاليف الإنتاج ويؤثر على البيئة.
أهمية تعاقب البرسيم بعد القمح شدد الخبير الزراعي على أن أهمية تعاقب البرسيم بعد القمح تكمن في تحسين خصوبة التربة وزيادة إنتاجية القمح. حيث يضيف البرسيم النيتروجين والمواد العضوية للتربة، ويقلل من الحشائش الضارة ويقلل تكاليف الأسمدة.
هذا التحسين في التربة يؤدي إلى زيادة إنتاجية القمح بشكل ملحوظ، مما يجعله استراتيجية زراعية مفيدة اقتصاديًا وبيئيًا.
ويمكن تحسين خصوبة التربة من خلال: تثبيت النيتروجين: حيث يقوم البرسيم من خلال العقد البكتيرية بتثبيت النيتروجين من الجو، وتحويله إلى مركب مفيد للنبات (الأمونيا)، مما يزيد من خصوبة التربة، ويوفر الأسمدة النيتروجينية ويجعل هذا المحصول مصدراً غذائياً غنياً للماشية، مما يجعله متوفراً للقمح الذي يزرع بعده ويقلل من الحاجة إلى الأسمدة النيتروجينية.
إضافة المواد العضوية؛ حيث يتحلل الجزء المتبقى من جذور البرسيم بعد الحش، مما يضيف الدبال والمواد العضوية للتربة ويحسن خواصها الطبيعية.
ونوه عابدين بأن الدراسات تشير إلى أن زراعة القمح بعد البرسيم تزيد من إنتاجيته بحوالي 2 إلى 4 أرادب للفدان.
كما تساهم فى تقليل تكاليف الزراعة، من خلال:
مقاومة الحشائش: تقلل الحشائش العريضة في القمح لأنها تُحش مع البرسيم.
توفير الأسمدة: يقلل من تكاليف الأسمدة، خاصة الأسمدة الفوسفاتية؛ حيث تم إضافتها للبرسيم مسبقاً.
من جانبه، أضاف الدكتور محمد عطية، أستاذ المحاصيل بمركز بحوث الصحراء، أنه يمكن للفول البلدى أن يؤدى نفس الغرض الأساسى فى تحسين خصوبة التربة وإراحة الأرض، وهو بديل جيد في حالة عدم توفر البرسيم أو عدم الرغبة في زراعته.
لكنه أشار إلى أن البرسيم يمتلك ميزة إضافية تتمثل في قدرته على توفير كميات أكبر من النيتروجين للتربة مقارنة بالفول، مما يجعله أفضل خيار لزيادة إنتاجية القمح بشكل مباشر.
وفيما يتعلق بكون القمح والبرسيم محصولين شتويين، أوضح د. عطية أنه لا يمكن زراعة القمح بعد البرسيم مباشرة إلا إذا كان نوع البرسيم هو "برسيم فحل" الذي يؤخذ حشة واحدة بعد 45 يومًا من الزراعة، وبعدها يمكن زراعة القمح.
ونوه بأن القمح محصول نيجيلى يمكن أن يزرع مكان محصول بقولى صيفى بعد الفول السودانى أو فول الصويا أو لوبيا العلف عند تطبيق الدورة الزراعية.