مدن زراعية وصناعية تحقق الأمان والاستقرار فى سيناء
تظل سيناء جزءا لا يتجزأ من أرض مصر الحبيبة، شهدت على مدى التاريخ وحتى وقت قريب تضحيات رجال الدولة من أجلها، لما تتمتع به من مكانة، وأرض الفيروز التى تحررت مرتين الأولى من العدوان الإسرائيلى والثانية من الفكر الإرهابى المتطرف، عادت لتمثل امتدادًا أمنيا واقتصاديا لمصر، وفى ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة دأبت الأهرام التعاونى والزراعي على إجراء هذا التحقيق لتقديم صورة من صور العطاء فى أرض سيناء.
أكد اللواء مهندس وائل مصطفى رئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات تعمير سيناء والقناة، أنه تم تنفيذ مشروع التجلى الأعظم فوق أرض السلام بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لوضع مدينة سانت كاترين على خريطة السياحة العالمية، ويهدف المشروع إلى تطوير موقع التجلى الأعظم بمدينة سانت كاترين، وهو مكان فريد من نوعه على مستوى العالم؛ حيث تجلى المولى سبحانه وتعالى.
موضحًا أن الجهاز المركزى للتعمير، ومن خلال جهاز تعمير سيناء، يتولى تنفيذ أعمال التطوير، بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
يقع مبنى السلام على مساحة 7300م2، والساحة الخارجية تقع على مساحة 12000م٢ وتشمل (ساحة للاحتفالات الخارجية - مبنى عرض متحفى متنوع - مسرحا وقاعة مؤتمرات - كافتيريا - غرف اجتماعات) لتستوعب مختلف الفعاليات مع إخفاء خدماتها الضرورية فى مبنى تحت الأرض غير ظاهر وغير مؤثر فى البيئة الطبيعية، مؤكدًا أن الفندق الجبلى بمساحة 12900م2، ويتكون من (144 غرفة متنوعة وجناحا)، ويتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين وهضبة التجلى ووادى الراحة مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة، ويقوم المشروع على استغلال التجويف الكبير الموجود فى الجبل بوادى الراحة لإنشاء الفندق الجبلي، ليضم جميع المقومات التى تجعله فندقا عالميا يتمتع بإطلالات متعددة.
مركز الزوار الجديد يقع بمدخل المدينة بموقع ميدان الوادى المقدس على مساحة 3170م2، ويمثل نقطة استقبال وتوجيه محورية للسائح والزائر من خلال مبنى حديث، ويتكون المبنى من دورين أرضى وأول وسطح مشاة، ويشمل (استقبالا ومعلومات – محال هدايا تذكارية – مكاتب إدارية – مكاتب حجز رحلات وطيران – مطعم وكافتيريا – صيدلية – قبة سماوية لمشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد عن التاريخ التراثى والروحانى لسانت كاترين وجبل سيناء – بحيرة صغيرة – حديقة تضم نقطة وصول ومناطق انتظار مُنظمة للسيارات والأتوبيسات والعربات الكهربائية، ومنطقة أخرى للاستجمام تضم مقاعد للجلوس فى الطبيعة وبحيرة صغيرة مع استخدام المكونات والألوان المحلية المتماشية مع الطبيعة المحيطة..
تم إنشاء النزل البيئى الجديد على مساحة 39500م2 ويحتوى على 192 غرفة بيئة و56 جناحا، ويتمتع بإطلالة على دير سانت كاترين وجبل التجلى، وبه حديقة صحراوية بمحازاة سفح الجبل، وتربط بين النزل البيئى الجديد والفندق الجبلى، كما يتم أيضًا تطوير النزل البيئى القائم ويحتوى على 74 شاليها، كما تم إنشاء المنتجع الجبلى أعلى الهضبة ويتكون من ٤٤ فيلا وشاليها.
تم تطوير وادى الدير من مركز الزوار وحتى دير سانت كاترين وتطوير المنطقة الأمنية وساحة انتظار، وإنشاء مبرك للجمال، وتم أيضًا تطوير المدينة التراثية من خلال تطوير مسجد المدينة التراثية وإنشاء 16 محلا وتطوير المنطقة، وتم إنشاء الحى السكنى بالزيتونة ويتكون من 21 مجمعا فندقيا بإجمالى 546 شقة فندقية، وتتراوح مساحتها من 100 إلى230 م وإنشاء مسجد وكنيسة ومحال وملاعب، وتم تطوير ورفع كفاءة وازدواج طريق كمين النبى صالح وحتى مركز الزوار بطول 9م وبعرض 10م، وجار تطوير ورفع كفاءة وازدواج وأعمال الحماية من أخطار السيول لطريق مطار سانت كاترين كمين النبى صالح بطول 9 كم وعرض ١٢.٨م 3 حارات فى كل اتجاه شامل طبان مرصوف، كما تم رفع كفاءة الشبكات بالمدينة (مياه - صرف صحى - كهرباء - اتصالات)، كما تم إنشاء محطة محولات سانت كاترين جهد ٢٢/٢٢/٢ وتطوير محطة محولات نويبع وإنشاء خط كهرباء هوائى بطول 100 كم ويتكون من 313 برجا.
من جانبه، أكد جازى سعد عضو مجلس النواب عن وسط سيناء، قائلا: إن الانتصار الذى مازلنا نعيش أصداءه فى سيناء هو أننا نقوم بتطوير المكان، وهذا التطوير شهد جميع المجالات ومنها الزراعة؛ إذ تحرص القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن يتم تطوير مناطق سيناء بشكل آدمى يجعل المواطن السيناوى يشعر بالولاء والانتماء إلى الوطن، فمثلا تم إنشاء 28 تجمعا تنمويا فى وسط سيناء وشمالها وجنوبها، وكانت وزارة الموارد المائية تقيم البئر على عمق 1200 متر يتم توزيعه على 30 فدانًا بعد ذلك قام جهاز تعمير سيناء بتطوير الآبار وزراعة النخل والرمان، بالإضافة إلى المزارع السمكية وإنشاء مزارع للحيوانات، كل ذلك لتشجيع المواطنين، إلى جانب عمل تجمعات تنموية كبيرة عبارة عن سكن ومدارس وأندية وإنشاء مدن متكاملة، وكل مزارع يصبح له مسكن ومساحة 5 أفدنة، إلى جانب المشروعات التنموية، ويتم الدفع بأقساط مريحة للمواطنين. وعندما التقينا رئيس الوزراء فى 2019 طالبنا بالبناء وتغطية وسط سيناء بالمناطق الزراعية، وتم استكشاف 450 ألف فدان بوسط سيناء، وتم توجيه المواسير العملاقة بجوار مشروع 150 ألف فدان، ويتم العمل عليها حاليًا.
أما وزارة الموارد المائية والرى فلدينا سد الروافد ويتسع لـ 5 ملايين متر مياه مربع من الأمطار، والسد معمول من فترة زمنية بعيدة، وكان مليئًا بالطمى، فمساحة التخزين قلَّت، فتحدثنا مع الوزارة التى قامت بالفعل بعملية التطهير، ولدينا 3 سدود لحجب المياه والاستفادة من المياه الجوفية، بالإضافة إلى أن الدولة أنشأت عددا من المصانع منها مثلا مصنع رخام الجفجاعة وهو من أعلى المصانع من حيث جودة الرخام، والحجر ينزل ويتم تصنيعه واستوعب عمالة كبيرة، ونقوم حاليًا بالتصدير خارج مصر، وتم عمل مصنع آخر فى منطقة رأس سدر.
أضاف جازى سعد قائلا: لدينا عدد كبير من مشروعات الطرق والبنية التحتية، وكان عرض الطريق لا يتعدى 7 مترات ذهابا وعودة، بالإضافة إلى الهواء كان يزحزح الأتربة فتملأ المكان، إلا أن الدولة نجحت فى إنشاء شبكة طرق كبيرة ذهابا وعودة، وتم توسيع هذه الطرق وأصبحت اتجاهين و6 حارات، بالإضافة إلى عمل تحلية كبيرة لخطوط المياه فى مناطق العريش وشرق التفريعة وعمل محطات ناحية أبو رديس وزنيمة، ولدينا مناطق صناعية كبيرة استفاد منها عدد كبير من المواطنين، ولدينا مشكلات بسيطة فى الكهرباء؛ حيث إن الخطوط بعيدة وتبعد محطة المحولات عن القرية نحو 150 كيلو مترا والعوازل القديمة يتم كسرها ما يؤدى إلى فصل الكهرباء ويجب تغييرها بعوازل بلاستيك، بالإضافة إلى وجود عجز فى الأطباء داخل الوحدات الصحية، ونحن نطالب رئيس الوزراء بالتدخل لتكتمل الصورة بها ويتحقق الإنجاز الذى لم نره إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
الاستثمار الزراعي
فى سياق متصل، أكد أحمد الحصرى مدير الشئون الزراعية بمحافظة جنوب سيناء، أن انتصارات أكتوبر أسهمت بدرجة كبيرة جدا فى تطوير بعض المحافظات وخاصة منطقة سيناء، وبالطبع الزراعة ليست بعيدة عن هذه الإسهامات فقد اتبعنا الزراعات الحديثة فى جميع الأنشطة والمجالات الزراعية وفقًا لتكليفات المهندس عابدين على محمد حسين وكيل الوزارة ومدير مديرية الزراعة بجنوب سيناء، وقد أجرينا أول تجربة لعباد الشمس الزيتى، وهو من المحاصيل الاستراتيجية البديلة للزيوت، بالإضافة إلى إجراء عدة تجارب بديلة عن زراعة القطن فى صحراء جنوب سيناء وهى من التجارب التى أثبتت نجاحها كقيمة اقتصادية كبيرة بخلاف مشروع بنجر السكر، ويتم العمل به فى سانت كاترين، فضلا عن مشروع زراعة مثل الفستق واللوز إلى جانب الانتشار فى زراعة نخيل المجدول الذى أثبت جودته وإنتاجه فى جنوب سيناء، وفتحَ آفاقا جديدة للتصدير بخلاف المشروع الجديد لإنتاج زيت الزيتون فى جنوب سيناء وهو عبارة عن تحليل الزيت ليصبح مادة عالمية، ويتم ذلك بمركز بحوث الصحراء بالتعاون مع مديرية الزراعة بجنوب سيناء، بالإضافة إلى التوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية من خلال شركات ومستثمرين مصريين؛ حيث إنه جار تحديد المساحات والزراعات التى يمكن زراعتها فى سانت كاترين وأبو رديس بخلاف أنه فى الفترة الأخيرة تم إدخال كمية كبيرة من الأسمدة المدعمة والحرة لخدمة المستثمرين والمزارعين.
تحقيق الأمن والأمان
أشار الخبير الأمنى اللواء علاء مرزوق إلى أن مصر لم تنته من الحرب، فإذا كانت حرب أكتوبر قد انتهت فمازلنا فى حرب الإنتاج والتنمية، ولعل انتصارات أكتوبر قد فتحت الباب على مصراعيه أمام العمل وإعادة بناء مصر الحديثة بما يتوافق مع النهضة التى يشهدها العالم اليوم. وهذا يعد انتصارًا لا يقل عن انتصارات الحرب؛ لأن الحرب الباردة تعد من العمليات الصعبة، ومصر اتجهت نحو الزراعة والصناعة ومحاولة تقليل الاستيراد من الخارج، وفى هذا الشأن نجحت مصر فى توفير العديد من السلع الغذائية وزراعة آلاف الأفدنة وتطوير شبكات الرى، وهو إنجاز يُعيد إلينا الشعار المعروف بأن مصر دولة زراعية منذ عهد الفراعنة.
أدخلت مصر أنواعًا جديدة من الزراعات، ونجحت فى فتح أسواق التصدير، وأصبح المنتج المصرى له قيمة وأهمية خاصة فى عدد من الدول ما شجع المزارعين فى مصر على التنوع فى السلع الزراعية وتطبيق توصيات الإرشاد الزراعى وكذا الندوات الإرشادية، وتحرص الدولة على فتح أسواق جديدة أمام الإنتاج الزراعى المصرى، ومنتجاتنا أصبحت مطلوبة فى تلك الدول، والقيادة السياسية تعد تطوير الزراعة من أهم أولوياتها وتحرص على دعم المزارعين وتخفيف العبء عليهم.
تعدد مصادر الدخل
أشارت المهندسة نهلة عطية، من أبناء شمال سيناء، إلى أن هناك طفرة غير مسبوقة تشهدها محافظات سيناء فى تعدد مصادر الدخل؛ حيث إن بحيرة البردويل تمثل مصدرا مهما للدخل لأبناء شمال سيناء خاصة أن بها أنواعًا من الأسماك المتميزة ويتم صيدها وبيعها فى منافذ مخصصة، لذلك تحرص الدولة على الدفع بهذا المورد المهم بوصفه من مصادر الدخل الرئيسية للسكان، وكذلك تتمتع العريش بالزيتون بوصفه مصدرا مهما من مصادر الدخل ويتم عصره وبيعه وتصديره للخارج؛ إذ يعد نباتا مهما بالنسبة للمزارعين، ولدينا أيضًا مصدر مهما يعمل به قطاع عريض من المواطنين وهو صيد العصافير التى تنتشر هذه الأيام من السنة، وتمثل دخلا لشريحة من المواطنين، ولعل انتشار الأمن والطمأنينة بشكل كبير أدى إلى الاستقرار، ومن ثم تنوع الأنشطة للمواطنين وارتفاع مصادر الدخل وكنا فى أشد الحاجة إلى ذلك؛ حيث نجحت الدولة فى القضاء على الإرهاب وهى خطوة لقيت ترحابًا شديدًا بين الأهالى، فالإرهاب لا يقل خطرًا عن الاحتلال، وكلاهما ينعكس بالضرر على المواطنين، وتنتشر مع حالة الاستقرار مع ظاهرة تعليم الفتيات وهى خطوة مهمة كنا نحتاج إليها لتكملة البناء المجتمعي، والدولة حريصة كل الحرص على ذلك والأهالى سعداء بهذه الخطوة الجادة، فالتعليم وخاصة للفتيات له تأثير مهم فى استقرار المجتمع وكذلك التقدم إلى الأمام، والاستقرار الأمنى هو الذى أسهم فى ذلك؛ لأن البيئة الآمنة هى التى تدفع إلى الاستقرار فى جميع النواحي.