منَّ الله علينا بمجموعة من النباتات الطبية التي تستخدم في علاج الأمراض وتدخل في العديد من الصناعات والتي تعد كنزًا طبيعيًا، ومنها نبات الاستيفيا وهو عبارة عن نبات عشبي معمِّر يسمى بالورقة الحلوة موطنه الأصلي باراجواي والبرازيل.
وترجع أهمية نبات الاستيفيا إلى احتواء أوراقه على مجموعة من المواد الفعالة عبارة عن جلايكوسيدات وهي المسئولة عن الطعم الحلو، وتتمثل هذه الجلايكوسيدات في الاستيفيوسيد والريبيدوسيدA ,B,C,D,F,E والدوكلوسيد أ والاستيفيولبيوسيد ويستخدم نبات الاستيفيا كمحلى طبيعي لاحتوائه على مجموعة الجلايكوسيدات ذات التحلية العالية، حيث تزيد قدرتها على التحلية عن سكر القصب بمقدار من 250 إلى 300 مرة وبدون سعرات حرارية (سعرات حرارية منخفضة جدًا).
ويتميز سكر الاستيفيا بأنه قابل للذوبان في الماء بسهولة وقابل للخلط مع كافة مواد التحلية الأخرى مثل قصب السكر والفركتوز وهو ثابت في ظروف التسخين والظروف الحمضيه والقلوية ايضًا تحتوي أوراق نبات الاستيفيا على نسبة قليلة من الكربوهيدرات، لذلك تستخدم في أنظمة الرجيم من أجل تحلية الأطعمة والمشروبات المستخدمة في نظام الدايت وتستخدم لمحاربة السمنة، وأيضًا تستخدم لمرضى السكر حيث لا تسبب الاستيفيا ارتفاع مستوى السكر في الدم لأن جزيء السكر فيها مرتبط بجزيء آخر غير سكري.
وتعمل أيضًا تعمل على تقليل الكوليسترول الكلي والضار وزيادة الكولسترول النافع وتقليل الدهون الثلاثية، أيضًا تحتوي أوراق نبات الاستيفيا على العديد من المركبات المفيدة والمضادة للأكسدة وبها خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، وعليه تستخدم في العديد من المنتجات الغذائية والمشروبات والمعجنات والحلويات والمشروبات الغازية، كما تدخل في صناعة معجون الأسنان ومحاربة التسوس، وتساعد في تقليل الإصابة ببعض أنواع السرطان وتقليل التجاعيد وتستخدم أيضاً في علاج بعض الأمراض الجلدية.
كما أن تربة ومناخ مصر صالحة لزراعة نبات الاستيفيا حيث ينمو نبات الاستيفيا في مدى واسع من درجات الحرارة من 18 إلى 40 درجة مئوية ولا يحتاج إلى الكثير من مياه الري فهو يستهلك مياه ري أقل من قصب السكر والبنجر وبالتالي يساعد على توفير المياه.
تكمن أهمية زراعة نبات الاستيفيا في عدة نقاط أهمها، استخدام أوراق الاستيفيا كمحلى طبيعي يؤدي إلى رفع مستوى الصحة العامة نظرًا لقدرته العالية على التحلية وبدون سعرات حرارية، واستهلاكه من المياه أقل من قصب السكر والبنجر وبالتالي يعالج مشكلة نقص المياه خاصة وأنه انخفض نصيب الفرد من المياه إلى 570 متر مكعب سنويًا وهو أقل من المعدل العالمي، وسد الفجوة الاستيرادية للسكر حيث تنتج مصر 2.2 مليون طن من سكر القصب والبنجر ويبلغ الاستهلاك المحلي 3.2 مليون طن، وبالتالي يزيد الاستهلاك المحلى عن الإنتاج وتقوم الدولة باستيراد السكر لسد هذا العجز، وفي حال زراعة نبات الاستيفيا فإنه يمكننا توفير جزء كبير من العملة الصعبة، وزيادة الإنتاجية من السكر مع توفير وحدة المساحة حيث إن المادة المستخلصة من الاستيفيا لها قوة تحلية فائقة تصل إلى 300 مرة ضعف تحلية السكر العادي وعليه فإن إنتاج فدان الاستيفيا من السكر يُعادل إنتاج مساحات كبيرة من بنجر السكر والقصب.
وتصلح زراعة نبات الاستيفيا في جميع الأراضي الرملية والطينية بشرط أن تكون جيدة الصرف ولا تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، وتتمثل معوقات زراعة نبات الاستيفيا في عدم وجود تكنولوجيا إستخلاص وإنتاج سكر الاستيفيا ونظرًا لأن الاستيفيا تعتبر من المحاصيل التي يمكنها أن تساهم في حل مشكلات اقتصادية قومية لذا نأمل أن تتبنى الدولة دائرة الاستثمار في نبات الاستيفيا من إنتاج وتصنيع وتسويق.