رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
أيمن شعيب

تحقيقات وتقارير

قدم السعد على الغربية.. قرية" قطور" تغزو العالم بـ"الكمون"

  • 25-6-2025 | 16:36

قدم السعد على الغربية.. قرية قطور تغزو العالم بـ الكمون

طباعة
  • هالة المصرى

- سعر الطن يصل إلى 400 ألف جنيه.. والفدان ينتجه بتركيز زيت عالٍ

- المزارعون يطالبون بتوفير الأسمدة والأدوية الحرة بالجمعيات الزراعية

 

عبر عدة تحقيقات أجريناها فى قرى محافظة الغربية، قدم مزارعوها نماذج باهرة فى طريقة تفكيرهم من مجرد زراعة محصول فقط ورعايته على أكمل وجه، إلى تفكيرهم فى جدوى تلك الزراعة، وهل تعود على الدولة بفائدة تسهم فى زيادة دخلها القومى، وجدواها معه فى زيادة العائد الاقتصادى من المحاصيل التى يقرر أن ينثر بذورها فى أرضه.

فى تلك المحافظة تحديدا رصدنا العديد من الزراعات، لتصدرها الترتيب الأول على قائمة الصادرات المصرية، كالبصل والبرتقال والبطاطس والعنب ونبات الكتان، هم لم يكتفوا فقط بزراعة النباتات، بل ذهبوا إلى الصناعات القائمة عليه مثل صناعة الزبيب وصناعات نبات البردى وتعبئة البطاطس والبصل والعسل الأبيض وغيرها من الصناعات التى نفخر بها.

خاض المزارعون أبعد من ذلك حيث زراعة التوابل المطلوبة بكثرة فى السوقين المحلى والعالمى على رأسها نبات الكمون ذلك المحصول الواعد الذى تشق حبوبه الصغيرة ذات الرائحة النفاذة طريقها لتكون محصولا استراتيجيا له أرقامه وفرصة على الخريطة العالمية، فحينما تنثر بذوره فى تربة نهر النيل يكون لها الحق فى اعتلاء المراكز الأولى؛ حيث الجودة والنقاء.

وشهدت صادرات مصر نموا كبيرا؛ حيث تصدر إلى أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى بما يصل إلى 15000 طن خلال العام الماضى وبما يتجاوز 40 مليون دولار، ومن المتوقع الزيادة فى الأعوام التالية.

داخل قرية نشيل التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية؛ حيث تنتشر زراعة الكمون بمساحات شاسعة، اتجه الكثير من المزارعين لزراعته خاصة حينما ارتفع سعر الطن العام الماضى حتى وصل سعر الكيلو للمستهلك نحو 400 جنيه وأكثر، خاصة لأنه لا يحتاج إلا إلى رية واحدة فقط أو أكثر.

يقول الحاج عبد الله عبداللطيف العشماوى الذي يزرع نحو 100 فدان كمون: نزرع الكمون خلال شهرى أكتوبر وأوائل نوفمبر، فكلما بكرنا بالزراعة أدى ذلك إلى زيادة في المحصول؛ حيث إن نبات الكمون من النباتات التى تنمو ببطء فى المراحل الأولى، يتم تجهيز الأرض بالحرث سكتين متعامدتين، بعدها يضاف سماد عضوي بمعدل 15 إلى 20 مترا مكعبا لكل فدان، مع 200 كيلو جرام سوبر فوسفات كالسيوم، بعدها تترك الأرض لمدة أسبوع بين الحرستين حتى نترك الفرصة للأرض للتعرض للشمس لتتخلص من الحشرات والأمراض، بعد ذلك يتم تخطيط الأرض وتزرع بعد ذلك البذرة على مسافة 35 سم بين الجورة والأخرى.

 يضيف: يعد الكمون من النباتات التي لابد أن يتم ريها بعد الزراعة مباشرة على الحامى، ولا نرويها مرة ثانية إلا بعد 10 أيام، لكى نتأكد من اكتمال عملية الإنبات وهو يحتاج إلى رى خفيف؛ حيث إن زيادة مياه الرى تؤثر فى ضعف نمو النبات وتركيز الزيت فيه، وبعد إتمام تلك العملية تقوم الأنفار بالتخلص من الحشائش، بعد عملية العزيق التى تتم على ثلاث أو أربع عزقات، مؤكدا حرصه على جلب التقاوى من مصادر موثوق بها جيدة غير مصابة ويبدأ، ويتم جمع المحصول دائما فى الصباح الباكر وإدخاله فى الدراس بعد أن يجف؛ حيث يعطى الفدان الواحد من 600 إلى 800 كيلو جرام، ومن الممكن أن يصل إلى طن.

 أضاف المهندس عبد الله العازب: إن الكمون المصرى يمتاز بنسبة الزيت العالية عن مثيله من اصناف الكمون السورى أو الهندى، ويبلغ الإنتاج المصرى من نبات الكمون أكثر من ٢٥٠ ألف طن سنويا، لذلك تقبل على اقتنائه شركات الأدوية بالخارج لأن نسبة الزيت بالكمون المصرى عالية جدا، وتستخدم مخلفات الكمون بعد مرحلة استخراج الزيت فى صناعة الكسب عالى الجودة، وحتى بعد عملية الدراس للمحصول يستخدم القش أو التبن الناتج عن عملية الدراس علفا للمواشى.

 يضيف المهندس عبد الله العازب: إن أهم المراكز التى تشتهر بزراعة الكمون فى محافظة الغربية مركز قطور؛ حيث يزرع نحو 2500 فدان، وفى المركز الثانى يأتى مركز طنطا بمساحة 2000 فدان، يليهما مراكز المحلة والسنطة وكفر الزيات. والكمون يعد من المحاصيل الاقتصادية للدولة وللمزارعين خاصة عند تصديره للخارج مثل محاصيل أخرى كثيرة، والإرشاد الزراعى له دور كبير فى تقديم التوصيات الوقائية للوقاية من الأمراض ومقاومتها؛ حيث نساعد الفلاحين على تحقيق أعلى إنتاجية فى أراضيهم من محصول له قيمة تصديرية مهمة.

 أما سعيد الصالح أحد المزارعين فأشار إلى أنه تستخدم مخلفات زراعة الكمون علفا ممتازا للحيوانات المدرسة للألبان لتميزه فى مساعدتهم على إدرار الألبان، كذلك استخلاص الزيوت التى تدخل فى العديد من الصناعات الدوائية ما يعد من الأهمية البالغة للمزارعين تحقيق أعلى عائد اقتصادى من زراعته. فبعد ارتفاع سعره العام الماضى، جذب الكثير من المزارعين لزراعته لكن الكمون لا يمكن زراعته فى الأرض سوى مرتين فى الأرض الواحدة.

قال الحاج فتحى السعدني أحد المزارعين: الكمون نبات لا يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه عند زراعته ويكتفى بريه وحيدة أو أكثر أو خلال الموسم؛ حيث إنها تكفى للإنبات، يحتاج كذلك للكثير من الأسمدة، والفدان يحتاج إلى عمالة كثيرة، يتقاضون يوميا مبالغ تصل إلى 250 جنيها؛ فاذا احتاج الفدان عشرة عمال أصبح يوميا 2500 جنيه، فضلا عن أسعار الأدوية، وكذلك سعر إيجار الأرض، فنحن نريد من الحكومة كتابة الأسعار على الأدوية والكيماوى، حتى لا يتعرض المزارعون إلى التلاعب فى الأسعار.

 أكد السعدنى أنه يطلب من الدولة اعتبار المزارعين مثل الشركات والمصانع؛ لأن لديهم حجم عمالة كبير طول العام لما لهم من أسر يعولوهم.

يقول الحاج العشماوى: الفدان المزروع بالكمون ممكن أن يخرج من طن إلى 750 كيلو كمونا، ومن الممكن أن يخرج 500 كيلو فقط، ويمكن ألا يخرج أى بذرة كمون؛ حيث إنه من الممكن أن يصاب بالآفات وممكن ألا ينتج أى شىء ويسبب خسارة للمزارع، فيجب الاعتناء به جيدا.

عن تكاليف الزراعة، يضيف: يبلغ إيجار الفدان 60 ألف جنيه في العام و40 ألف شيكارة كيماوى وسماد و15.000 جنيه يوميات للعمال، فى النهاية يحصل الفلاح على مكسب معقول بعد حساب التكاليف، أما في حال عدم فتح باب التصدير، فإن خسارة الفلاح أكبر، فالفلاح فى النهاية مظلوم، فمن يجرى المكاسب الكبيرة التجار الذين يصدرون الكمون ويخزنونه ويجنون العملات الأجنبية ومن ثم المكسب الممتاز.

 يؤكد العازب أنه يجب اختبار التربة الجيدة حسنة الصرف جيدة التهوية، التربة التى لا تكون فيها ملوحة، وتكون الأرض بها مكتملة العناصر ويتوافر المناخ الجيد لها، كذلك الأراضى يجب أن تكون لها مصارف، ونبدأ بتجهيز الأرض والخدمة الجيدة لها ويتم بخدمة الأرض ثلاث سكك ثم عملية التقسيط والتخطيط، نضع لها الكيماوى على الشريك الفدان يأخذ خمس شكائر يوريا وشيكارتين سلوفان ونبذر بذور الكمون، ويروى بالمياه، وبعد تسعة أيام نرش المبيد الفطرى، وبعد 40 يوما أخرى نرش المبيد الخاص بالحشائش، بعد 40 يوما أخرى نعيد رش المبيد الخاص بالحشائش مرة أخرى ولا نروى الزرع ونتركه بعد حصاده بعد 120 يوما، كل ثلاثة أيام نرش حتى يتم الحصاد خلال مدة 120 يوما، ومن الممكن أن يصل الرش إلى 20 ألف جنيه للفدان الواحد غير الكيماوي والمبيدات وبعد فترة الـ 120 يوما، تأتى الأنفار للحصاد وتقلب الكمون بالعكس البذرة إلى أسفل والجذر فوق وبعد 10 أيام يأتى الدراس لدرس النبات.

 أما مشيرة عبد العزيز النجار، ٣٦ سنة تعمل فى الزراعة منذ ١٩ عاما فى مجال الفلاحة، فقد قالت: نزرع ذرة وكمونا وغلة وأرزا، نناول المياه للمواتير حتى تقوم برش الكمون، ونقوم بتقليعه من الأرض ونقلبه، وتناول الدراس بعد تعيينه فى الشلايت، الكمون يمكث فى الأرض نحو ٣ أيام بعدها يتم إدخاله فى الدراس.

 تضيف زميلتها صدفة صديق: نقوم برش الكمون وننتظر معها فى كل خطوة من خطوات نموه، كانت هناك مشكلات كثيرة، وأصحاب الأرض يطلبون الأدوية، ونقوم نحن بتعبئة الصفائح ومن أول الفواتير برش المحصول، ونقوم بجمع الكمون ونحمله إلى ماكينة الدراس.

اخر اصدار

67