رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
أيمن شعيب

طرح القلم

«يوم أفريقيا» ذكرى التحرر وبوابة لتحقيق نهضة القارة السمراء


  • 29-5-2025 | 12:35

د.فوزى يونس

طباعة
  • د. فوزى يونس

بداية في الخامس والعشرين من مايو من كل عام تحتفل القارة السمراء بـ"يوم أفريقيا" في ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 التى مهّدت الطريق لقيام الاتحاد الأفريقي لاحقا. 

يمثل هذا اليوم مناسبة رمزية لتعزيز روح التضامن والوحدة بين الدول الأفريقية ويجسد تطلعات الشعوب نحو مستقبل يسوده السلام والتنمية المستدامة، إنه ليس مجرد احتفال بل محطة لتقييم ما تحقق من إنجازات وتأكيد الالتزام الجماعي بتحقيق نهضة شاملة تقودها أفريقيا من أجل أفريقيا.


أولا: التطور التاريخي للاحتفال بيوم أفريقيا

1963: يعتبر يوم 25 مايو تخليدا لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي تم إنشاؤها في هذا اليوم في أديس أبابا، إثيوبيا بمشاركة 32 دولة أفريقية مستقلة وكان الهدف منها تعزيز التضامن بين الدول الأفريقية وتحرير القارة من الاستعمار ومواجهة التحديات المشتركة.

2002: تحوّلت منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي African Union (AU) لتعكس تطورًا في الرؤية من مجرد تحرير سياسي إلى تكامل اقتصادى وتنموى وتفعيل العمل الجماعى فى مجالات الأمن والتنمية والحكم الرشيد.

منذ ذلك الحين أصبح يوم 25 مايو يُعرف رسميا بـ"يوم أفريقيا" ويُحتفل به سنويا فى الدول الأفريقية وخارجها لتعزيز الهوية القارية وتكريم نضالات الماضى والتطلع نحو مستقبل موحد ومزدهر.

ثانيا: انعكاسات يوم أفريقيا على نهضة وتنمية القارة.

تعزيز الهوية والوحدة القارية

يعيد الاحتفال التأكيد على الهوية الأفريقية المشتركة ويعزز الإحساس بالانتماء والاعتزاز بالتنوع الثقافى الغنى.

تسليط الضوء على قضايا التنمية

يُستخدم اليوم كمنصة لتسليط الضوء على التحديات مثل تغير المناخ - الأمن الغذائى - التعليم - الصحة وتمكين الشباب والمرأة.

تحفيز التعاون الإقليمي

يشجع على الشراكات بين الدول الأعضاء ويعزز تنفيذ مبادرات مثل أجندة أفريقيا 2063 التي تمثل خارطة طريق لتحقيق أفريقيا متكاملة ومزدهرة يقودها مواطنوها.

جذب الاهتمام الدولي للقارة

يوفر فرصة لتقوية العلاقات مع الشركاء الدوليين وبناء تحالفات من أجل التنمية المستدامة والاستثمار.

دعم الثقافة والابتكار

يبرز التراث الثقافى والإبداعى الأفريقي ويعزز الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب، باعتبارهم محركا رئيسيا للنمو.

لماذا أقر عام 2063 كوعد زمني لتحقيق التنمية المستدامة فى أفريقيا؟

إقرار عام 2063 كموعد لتحقيق أهداف التنمية والتحول في أفريقيا جاء ضمن أجندة أفريقيا 2063 والتي تبناها الاتحاد الأفريقي عام 2013 بمناسبة الذكرى الـ50 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية وذلك للأسباب التالية:

منظور زمني استراتيجي وطموح (50 سنة):

أرادت الدول الأفريقية وضع رؤية طويلة المدى تمتد لـ50 عاما مشابهة لما فعلته دول أخرى مثل الصين (بخططها الخمسينية) بهدف إحداث تحول شامل وهيكلي في القارة.

الأجندة تعكس تطلع أفريقيا لأن تصبح قارة مزدهرة ومتكامل وآمنة بحلول 2063 بقيادة أبنائها.


استلهاما من الماضى واستعدادًا للمستقبل:

عام 2013 كان نقطة تحول وذكرى مرور 50 عامًا على نشأة منظمة الوحدة الأفريقية فأراد القادة تحويل تلك الذكرى إلى نقطة انطلاق جديدة نحو 50 عامًا قادمة من التكامل والتنمية.

الحاجة لتكامل جهود القارة مع أهداف التنمية المستدامة العالمية (SDGs 2030):

رغم أن أهداف الأمم المتحدة تنتهي عام 2030 فإن أفريقيا رأت أن التحديات التنموية العميقة تتطلب رؤية أوسع وأطول مدى مع الاستفادة من أهداف 2030 كمرحلة أولى ضمن خطة 2063.


إشراك الشباب والأجيال القادمة:

الأجندة تركز على بناء أفريقيا التي يحلم بها جيل 2063 أى الأطفال والشباب اليوم الذين سيكونون قادة الغد وبالتالى فهي رؤية تمتد عبر الأجيال.


مواءمة الرؤية مع أولويات أفريقيا الخاصة:

الأجندة لا تقتصر على الأبعاد الأممية للتنمية (مثل الفقر والصحة والتعليم) بل تتضمن أولويات أفريقية مثل:

الاندماج الإقليمى

الاستقلال الاقتصادى

إسكات البنادق (السلام والأمن)

نهضة الثقافة والهوية الأفريقية

التصنيع والاقتصاد الأخضر

وفى الختام اختيار عام 2063 ليس رقما عشوائيا بل هو قرار رمزى واستراتيجى يجسد طموح أفريقيا في التحول الجذرى ويمنحها الوقت الكافى لوضع وتنفيذ سياسات مستدامة تحقق العدالة والسيادة والتنمية بقيادة أفريقية خالصة.

هذا كما أن يوم أفريقيا ليس مجرد مناسبة رمزية بل يمثل محطة سنوية لتجديد الالتزام الجماعى بنهضة القارة وتحقيق تطلعات شعوبها نحو السلام والاستقرار والتنمية المستدامة، إنه دعوة لتمكين الأفارقة من قيادة مستقبلهم من خلال التضامن والمعرفة والتكامل الإقليمى.

اخر اصدار

67