رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
أيمن شعيب

مقال رئيس التحرير

أمن.. تنمية.. عمل

  • 4-5-2025 | 14:07
طباعة

أمن.. تنمية.. عمل

وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ

وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر

وَكُن فى الطَريقِ عَفيفَ الخُطا

شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر

وَكُــن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعــــــدَهُ

يَقولــونَ مَـــــرَّ وَهَذا الأَثَر

«أحمد شوقى»

احتفلنا فى إبريل بذكرى غالية وعزيزة علينا جميعًا وهى ذكرى عيد تحرير سيناء فى 24 إبريل من كل عام، ذكرى غالية وعزيزة، تحرير قطعة من أرض الوطن مازالت تحاك وتدبر حولها المؤامرات وهى أرض سيناء الغالية، ولكن يظل وعى الشعب المصرى بكامل طوائفه مساندا للقيادة السياسية وقواتنا المسلحة حجر عثرة تتحطم عليها جميع التحديات.. ولمَ لا؟! فسيناء هى الأرض التى طالما ارتوت بدماء المصريين، بدءا من حفرهم قناة السويس ثم معارك تحرير الأرض والحفاظ عليها من عدو واضح وهو المحتل الإسرائيلى، وعدو خائن من الإخوان والمتحالفين معهم من الجماعات الإرهابية.

 من المناسب جدا أن يتوالى الاحتفال من عيد تحرير سيناء إلى الاحتفال بعيد العمال فى الأول من مايو من كل عام، فقد أدركت مصر جيدا أن العمل على تنمية وتطوير وتعمير سيناء هو أحد العوامل التى تخفف من وطأة الأطماع.. وفى فترة زمنية لم تتجاوز الـ 6 سنوات قامت الدولة المصرية بمجهود جبار فى تنمية وإعمار سيناء، هذا المجهود الذى لفت نظر العدو القريب فانتبه إليه جيدا، بل قام برصده، ونشرت صحفهم عددا من التقارير حول هذا الأمر، فيكفى قيام الدولة المصرية بتوجيه مباشر من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء 6 أنفاق تمر أسفل قناة السويس لتسهيل حركة الانتقال من وإلى سيناء الغالية التى ظلت طيلة عقود لا يربطها بالوادى إلا نفق واحد ووحيد، ذلك فضلا عن خطط إعادة إعمار الشيخ زويد والعريش ورفح وفى الجنوب مشروع التجلى الأعظم فى سانت كاترين، إلى جانب مشروعات إقامة المدارس والمستشفيات والتجمعات السكانية الجديدة.

فالعمل، والعمل فقط، هو زادنا وقوتنا فى المرحلة الحالية التى تشهد المزيد من التوترات والحروب الاقتصادية، ليس على مستوى الإقليم فحسب بل على مستوى العالم أجمع.

أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء هذه المفاهيم فقال سيادته: نحتفل بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء تلك البقعة الطاهرة من أرض مصر، التى طالما كانت هدفًا للطامعين، وظلت على مدار التاريخ، عنوانًا للصمود والفداء؛ سيناء التى نقشت فى وجدان المصريين، حقيقة راسخة لا تقبل المساومة بأنها جزء لا يتجزأ من أرض الكنانة محفوظة بإرادة شعبها وجسارة جيشها، وعزيمة أبنائها الذين سطروا أروع البطولات، حفاظًا على ترابها المقدس.

 مؤكدا أن الدفاع عن سيناء وحماية كل شبر من أرض الوطن، عهد لا رجعة فيه، ومبدأ ثابت فى عقيدة المصريين جميعًا يترسخ فى وجدان الأمة جيلًا بعد جيل، ضمن أسس أمننا القومى التى لا تقبل المساومة أو التفريط.

أضاف قائلا عن وعى الشعب المصرى: لقد أثبتم برؤيتكم الواعية، وإدراككم العميق لحجم التحديات، التى تواجه مصر والمنطقة، أنكم جبهة داخلية متماسكة، عصية على التلاعب والتأثير، وأن الوطن فى أيديكم، وبوعيكم وفطنتكم، محفوظ إلى يوم الدين.

وفى ظل ما تشهده المنطقة، من تحديات غير مسبوقة، تستمر الحرب فى قطاع غزة، لتدمر الأخضر واليابس، وتسقط عشرات الآلاف من الضحايا، فى مأساة إنسانية مشينة ستظل محفورة فى التاريخ.

ومنذ اللحظة الأولى، كان موقف مصر جليًّا لا لبس فيه، مطالبًا بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورافضًا بكل حزم لأى تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم.

 مؤكدا أن مصر تقف كما عهدها التاريخ سدًّا منيعًا، أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد أن إعادة إعمار قطاع غزة، يجب أن تتم وفقًا للخطة العربية الإسلامية، دون أى شكل من أشكال التهجير، حفاظًا على الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وصونًا لأمننا القومى.

 فى سياق مواز وعلى نفس درجة الأهمية وأيضا أحد ثوابت الأمن القومى المصرى وأمنها الغذائى، نشهد هذه الأيام موسم حصاد القمح فى مختلف محافظات الجمهورية، والقمح هو رغيف الخبز الذى لا تخلو مائدة مصرية من وجوده عليها، ونحتاج إلى كل حبة قمح سواء من الأراضى القديمة أو الأراضى الجديدة. وقد رصدت الحكومة فى خطتها، التى نأمل أن تنجح فى تحقيقها، أن تحقق إنتاجا يقارب الـ 10 ملايين طن، وهو رقم يكاد يغطى 50 % من استهلاكنا من الأقماح، فاستهلاك مصر قد ارتفع إلى ما يقارب الـ 20 مليون طن فى الوقت الذى كان فيه استهلاك مصر من القمح عام 2011 يقارب الـ 12 مليون طن وقت أن كان معدل الإنتاج نحو 8 ملايين طن. وببساطة أكثر فقد ارتفع إنتاج مصر من القمح من 8 ملايين طن فى 2011 إلى 10 ملايين طن ولكن فى الوقت نفسه زاد الاستهلاك من 12 مليون طن إلى ما يزيد على الـ 20 مليون طن، وزيادة الاستهلاك طبعا لعوامل ارتفاع نسب الزيادة السكانية، ولكننا مازلنا نحتاج إلى مضاعفة الجهود فى زيادة معدلات الإنتاج من القمح وتحويل الطفرات التى حققها بعض شباب المستثمرين فى الأراضى الجديدة فى مشروع مستقبل مصر إلى نمط زراعى فى كامل الأراضى الزراعية المصرية، وهذا هو دور أصيل لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى كان قد طالب به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افتتاح موسم الحصاد العام الماضى.

 وهذا المثلث العام  «الأمن.. التنمية.. العمل» الذى تعمل مصر فيه ويجب علينا جميعا أن نعمل من خلاله محافظين فيه على وطننا وعلى كل حبة رمل، وأن نبذل كل الطاقات المتاحة فى كل موقع نعمل فيه بجد وتفان وإخلاص بهدف تحقيق التنمية، والحفاظ على الوطن.

اخر اصدار

67