رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
أيمن شعيب

طرح القلم

تحديات وفرص

  • 8-4-2025 | 15:04
طباعة

تولد الفرص من قلب المحن والتحديات، هذه حقيقة من يفكرون دائما فى استغلال الفرص وأشباه الفرص، والعالم يقف اليوم على قدم واحدة بعد القرارات الترامبية الأخيرة برفع التعريفة الجمركية على الواردات الأمريكية من مختلف دول العالم بنسب متفاوتة حسب القرب والبعد من تنفيذ الأجندة الأمريكية ومصالحها .

ولكن بالنظر إلى ما يتعلق بمصر تجاه هذه القضية، فإن بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أوضحت أن  صادرات مصر للولايات المتحدة بلغت 2.2 مليار دولار خلال عام 2024 بنسبة نمو سنوى  %12.3، وأبرزها الملابس بقيمة 739.9 مليون دولار، والخضر والفواكه بقيمة 113.8 مليون دولار، والسجاد وأغطية أرضيات بقيمة 123.3 مليون دولار، والحديد والصلب بقيمة 227.7 مليون دولار .

وبحسبة بسيطة ونظرة سريعة نستطيع أن نؤكد أن تأثير القرارات الترامبية الأخيرة والخاصة بزيادة نسب التعريفة الجمركية بـ %10 على الصادرات المصرية لأمريكا لن يؤثر بالسلب على الصادرات المصرية لأمريكا، لأنه وبكل بساطة هى أقل نسبة تم فرضها على مختلف الدول المصدرة لأمريكا، وبتبسيط أكبر نقول إن أغلب الدول المنافسة فى نفس مجالات الصادرات المصرية لأمريكا تم رفع نسب التعريفة الجمركية عليها أيضا وبنسب أكبر  .

أى إن هناك فرصة أكبر لزيادة الصادرات المصرية لأمريكا رغم رفع نسبة التعريفة الجمركية
بل إن هناك فرصة سانحة لرجال الأعمال بعد رفع نسب التعريفة الجمركية على كبريات الدول المصدرة لأمريكا إلى ما يقارب الـ40و %50 أن تكون مصر بوابة للنفاذ إلى الأسواق الأمريكية عن طريق الشراكة مع كبار المصنعين والمصدرين إلى أمريكا بل تكاد تكون فرصة سانحة لتطوين العديد من الصناعات فى المناطق الحرة المصرية فى بورسعيد وقناة السويس وغيرهما، لتكون صناعات بغرض التصدير  .

 ما يعنينا هنا هو أن العالم بعد هذه القرارات قد انتقل إلى مرحلة جديدة تم الانتهاء فيها تقريبا مما يسمى منظمة التجارة العالمية التى نشأت بعد إقرار اتفاقية الجات، هذه المنظمة التى تم الترويج لها وبكل قوة من النظام الأمريكى وبدفع مباشر من الاتحاد الأوروبى بهدف واضح هو فتح الأسواق أمام حرية التجارة وتخفيض الرسوم الجمركية أو إلغاؤها، ونشأت المنظمة رسميا فى يناير 1995 وجاءت المنظمة بناء على اتفاقية  "الجات" التى تم التوقيع عليها فى 1948، وكان هناك حراك عالمى يدعو ويشدد على الانضمام إلى الجات، ومن ثم الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، بل كان هناك شبه تهديد إلى الدول التى لا تنضم إلى الجات ومنظمة التجارة العالمية بأنه سيفقد القدرة على النفاذ إلى أسواق العالم. وأصبحت منظمة التجارة العالمية أكبر منظمة اقتصادية تجارية فى العالم بعد أن أصبح عدد أعضائها من الدول 164 عضوا ما يمثل ما يزيد على الـ %98من التجارة العالمية .

وأعتقد أننا اليوم أمام نظام عالمى تجارى جديد خاصة مع القرارات الترامبية الأخيرة التى أطلقت رصاصة الرحمة على منظمة التجارة العلمية التى انبثقت عنها العديد من الاتفاقات الثنائية والمنظمات التجارية الإقليمية وعالم جديد من هذه التحالفات فى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، خاصة أن القرارات الأمريكية الجديدة لن تمر مرور الكرام، ومن المتوقع أن يكون لها ردود فعل من كبرى الدول المصدرة فى العالم وعلى رأسها الصين والهند وروسيا وأوروبا .
فى هذا العالم الجديد سواء على المستويين السياسى أو التجارى إن لم تكن قويا اقتصاديا وسياسيا بل عسكريا فلن تجد فيه موقعا لقدم ..

علينا العمل الجاد والمخلص لزيادة معدلات الإنتاج على مختلف المجالات الزراعية والصناعية .

ولله الأمر من قبل و من بعد

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها و قائدها.

    اخر اصدار

    67