رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
أيمن شعيب

تحقيقات وتقارير

روشتة الخبراء لزيادة مساحة البقوليات

  • 2-3-2025 | 13:36

بقوليات

طباعة
  • محمود دسوقى

- التوصيات العلمية الحل الأول والأخيرلمكافحة الأمراض وزيادة الإنتاج

- ضعف العائد «السر».. والزراعة التعاقدية «الحل»

- الأمراض والمحاصيل المنافسة وتدنى أسعار التسويق سبب رئيسى لانخفاض المساحات المزروعة

- «البحوث الزراعية»  استنبط أصناف بقوليات جديدة تتحمل الأمراض

- تفتت الحيازات يعوق التوسع فى المحاصيل .. والحل فى الأراضى المستصلحة

 

تعد محاصيل البقوليات من أهم أنواع المحاصيل الزراعية، نظرًا لاستخدامها كمصدر رئيسى للبروتين الغذائى، فضلا عن فوائدها البيئية، وتؤدى دورًا مهمًّا فى تعزيز الأمن الغذائى، وتسهم فى تحسين خواص وخصوبة التربة الزراعية، ومن أهم محاصيل البقوليات التى تزرع فى مصر الفول السودانى والعدس والحمص والفاصوليا والبازلاء، وعلى الرغم من الأهمية الكبرى التى تمثلها محاصيل البقوليات، فإن مساحة زراعتها فى مصر لا تزال ضئيلة مقارنة بحجم الاستهلاك السنوى؛ حيث لا تتجاوز المساحة المزروعة بهذه المحاصيل 550 ألف فدان سنويا.

«الأهرام التعاونى والزراعى» ترصد سبب تراجع مساحة البقوليات، وأهمية التوسع فى زراعة هذه المحاصيل لتلبية احتياجات السوق المحلى، كما تنشر التوصيات المهمة للنهوض بإنتاجية الفول البلدى ومكافحة الهالوك، وإلى التفاصيل..

 

                                                                                                                                مكافحة الهالوك

أكد الدكتور عادل الجارحي، رئيس قسم بحوث المحاصيل البقولية بمعهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية، أن الجهود البحثية لا تتوقف عن استنباط أصناف جديدة من المحاصيل البقولية عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض والعوامل المناخية، كما أن هناك جهودا كبيرة لمكافحة الهالوك فى الفول البلدى من خلال تطبيق عدد من التوصيات المهمة؛ منها الزراعة على خدمة المحصول السابق أى بدون حرث الأرض سواء على خطوط أو أرض محصولها السابق الأرز، وتأخير الزراعة حتى النصف الأخير من نوفمبر؛ لأن نشاط بذرة الهالوك يظهر بعد 45 إلى 50 يومًا من الزراعة نتيجة إفراز جذور الفول البلدى مادة تنشط إنبات بذور الهالوك واختراقها لأضعف منطقة فى جذور الفول ودرجات الحرارة بعد الفترة السابق ذكرها أى فى نهاية ديسمبر تكون 15 – 17 درجة مئوية، وهذه الحرارة غير مناسبة لإنبات بذرة الهالوك؛ حيث إن درجة الحرارة المناسبة لها من 20 – 23 درجة مئوية، ولابد من اختيار الصنف المتحمل للإصابة بالهالوك مثل مصر 1 وسخا 5 وجيزة 843، وعدم تعريض نباتات الفول البلدى للتعطيش؛ حيث وجد إنه عند نقص رطوبة التربة يزداد نشاط وإنبات بذور الهالوك ما يعرّض المحصول للنقص الشديد أو القضاء على النباتات تمامًا، ويفضل زراعة الفول البلدى عقب زراعات الأرز أو القطن أو الكتان، ويُنصح بالالتزام بتعليمات مسافات الزراعة، وهى إما أن يتم التخطيط بمعدل 12 خطا فى القصبتين والزراعة على ريشة واحدة على مسافة 20 سم بين الجور ووضع بذرة واحدة فى الجورة، أو أن تكون الزراعة على مصاطب عرضها 90 سم وتتم الزراعة على الريشتين على أبعاد 20 – 25 سم بين الجور ووضع بذرة واحدة فى الجورة، بحيث يكون معدل التقاوى للفدان من 30 – 35 كجم.

                                                                                                                                   زراعات تحميلية

أوضح رئيس قسم بحوث المحاصيل البقولية، أنه من التوصيات الفنية لمكافحة الهالوك فى الفول البلدى أيضًا، زراعة بعض النباتات الصيادة للهالوك مثل الحلبة أو الخس أو البقدونس؛ حيث يتم بدار نحو 3 – 5 كجم حلبة عند زراعة الفول، وفى النهاية عند الحصاد يتم الاستفادة اقتصاديًا منها؛ حيث إن الحلبة غير عائل للهالوك وكذلك الخضراوات فتزرع على القنوات والبتون ومحل الجور الغائبة ويتم حشها والاستفادة منها اقتصاديا، وعند عمر نحو 50 يوما يتم استخدام مبيد مادته الفعالة جليفوسات 48% بحيث لا يزيد معدل المبيد على 10 سم / 20 لتر ماء.

ويكرر الرش بنفس المعدل السابق بعد 21 يوما من الرشة الأولى ورشة ثالثة إن احتاج الأمر بعد 21 يوما من الرشة الثانية مع مراعاة النقاط التالية: رى الأرض قبل الرش؛ لأن المبيد جهازى ويحتاج إلى رطوبة كافية بالتربة، وعدم الرش عند اشتداد الرياح، وعدم رش المناطق الضعيفة النباتات حتى لا تتأثر سلبًا بالرش، وعدم زيادة تركيز المبيد عن المعدل الموصى به، وعند ظهور بعض شماريخ الهالوك بجوار النباتات ينصح بتقليعها ووضعها فى أكياس بلاستيكية ثم حرقها مباشرة؛ لأن تركها بدون حرق يتسبب فى انتشار البذور وبكميات كبيرة جدًّا؛ حيث إن شمروخ الهالوك الزهرى يحمل أكثر من 200 ألف بذرة حيويتها تظل أكثر من 20 عاا، ويفضل بعد رش المبيد إعطاء رشة مغذيات من العناصر الكبرى تنشط من نمو النباتات وتقلل من الأثر الضار للمبيد.

                                                                                                                                  أصناف جديدة من الفول البلدى

وعلي صعيد متصل، أكد الدكتور وليد الرضينى بقسم المحاصيل البقولية التابع لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن هناك جهودا مضاعفة لاستنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية من تقاوى البقوليات ومنها الفول البلدي؛ حيث وضعت وزارة الزراعة الاستراتيجية الزراعية 2030 التى تعتمد على التوسع الأفقى فى الزراعة، ومنها زراعة الفول البلدى محملا بنظام التكثيف المحصولى بنظم متعددة تتضمن تحميل الفول على بنجر السكر والطماطم، وهذا النموذج منتشر فى مناطق كفر الشيخ، والتحميل على قصب الغرس الخريفى والمنتشر فى الوجه القبلي، والتحميل بين وتحت الأشجار والمنتشر فى محافظة البحيرة وخاصة النوبارية ووادى النطرون على أشجار المانجو.

وأضاف الرضينى، أن استراتيجية مركز البحوث الزراعية فى التوسعات الرأسية تتضمن استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية، للوصول إلى حجم الإنتاجية الذى يُلبى الاحتياجات المحلية ويزيد من نسبة الاكتفاء الذاتى من الفول البلدي، بما يسهم فى تحقيق الأمن الغذائى وفقًا لرؤية مصر 2030. وفى ضوء الجهود المبذولة لاستنباط أصناف أكثر تحملاً للجفاف والظروف المناخية غير المواتية وأقل استهلاكًا للمياه، أثمرت جهود البرنامج البحثى لقسم بحوث المحاصيل البقولية فى تسجيل الأصناف ذات الاحتياجات المائية الأقل ومنها نوبارية 2 و3 و4 و5، ويوصى بزراعة هذه الأصناف فى الأراضى المستصلحة حديثا وخاصة مناطق النوبارية محافظة البحيرة، كما نجح قسم البقوليات بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية خلال الفترة الماضية فى إنتاج أصناف جديدة من الفول البلدى مقاومة للأمراض الورقية «التبقع البنى والصدأ» ومبكرة النضج عالية الإنتاجية مثل أصناف «سخا 4 وسخا 1» وتجود زراعة هذه الأصناف محافظات الوجه البحرى، وهناك أيضًا أصناف تجود زراعتها فى الأراضى الجديدة مثل النوبارية ووادى النطرون والعلمين ومنها الصنف «جيزة 716» الذى يطلق عليه الشبح.

                                                                                                                                   أصناف مقاتلة

أشار الدكتور وليد الرضينى إلى أنه خلال عام 2023 نجح مركز البحوث الزراعية فى استنباط أصناف جديدة تتحمل الإصابة بالهالوك ومنها صنف فول بلدى سخا 5 وهو يتحمل الإصابة بالهالوك، وتم اختبار الصنف فى أراضى بعض المزارعين فى سيناء ووادى النطرون وكفر الشيخ، وأثبت الصنف سخا 5 إنتاجية عالية تحت ظروف الإصابة بالهالوك، وبدأ تداول هذا الصنف بشكل كبير الموسم الماضى على مستوى الجمهورية فى العلمين ووادى النطرون وسيناء وكفرالشيخ والبحيرة، وعالميًا تعتبر مصر أول دولة فى العالم أنتجت صنف يتحمل الإصابة بالهالوك وهو جيزة 402 وكان ذلك فى عام 1979، كما أن هذا الصنف مثبت علميًّا أنه أسهم فى تطوير برامج بحثية عالمية فى إنتاج أصناف فول بلدى مقاومة للهالوك فى بلاد مثل إسبانيا وتونس والمغرب وانجلترا، وما زالت مصر تتصدر ريادة العالم فى إنتاج أصناف جديدة من الفول البلدى تتحمل الهالوك منها سخا 5 وسدس 1 وجيزة 843 ومصر 1 و3 وحاليًا توجد سلالات متحملة للهالوك تحت التسجيل تحت مسمى سخا 6.

                                                                                                                                  الاستهلاك الأخضر

أوضح الدكتور وليد الرضينى، أنه يتم استنباط أصناف جديدة من الفول البلدى للاستهلاك الأخضر من خلال برامج التهجين والانتخاب التى تتميز بطول قرن الفول وزيادة عدد البذور فى القرن وحجم البذور العريض ومنها سلالة جيزة 66 وهو تحت التسجيل حاليًا، علمًا بأن المتوسط العام للإنتاج بالنسبة إلى محصول الفول البلدى على مستوى الجمهورية يقارب 10 أرادب/ فدان بما يوازى 1.6 طن / فدان فى حين أن القدرة المحصولية للأصناف الجديدة تتراوح من 14 إلى 16 أردبا بالفدان، إذا تم الالتزام باستخدام الأصناف الجديدة مع إتباع السياسة الصنفية واستخدام تقاوى من مصدر موثوق كالإدارة المركزية لإنتاج التقاوى أو التقاوى المنتجة من مركز البحوث الزراعية.

                                                                                                                                       الأصناف الجديدة

قال: اتجهت وزارة الزراعة إلى إحداث تغيير جذرى فى منظومة الإرشاد الزراعى سواء بالتوسع فى تقديم الخدمة الإرشادية باستخدام الإرشاد الرقمى، بالإضافة إلى استمرار الأنشطة والفعاليات والفرق الإرشادية الريفية التى نظمها مركز البحوث الزراعية بالتعاون مع قطاع الإرشاد الزراعى ومديريات الزراعة بالمحافظات، وقام الفريق الإرشادى الريفى بتنفيذ عدد من الأنشطة الإرشادية؛ حيث المرور والمعاينة الحقلية لمحصول الفول البلدى فى جميع أنحاء الجمهورية، وتشكل الفريق الإرشادى الريفى من جميع التخصصات، ويتم فحص النباتات ووجود الحشائش، أو الإصابات المرضية، أو الحشرية من عدمه؛ ويتم التوجيه بالتوصيات الفنية اللازمة للمزارعين.

                                                                                                                                        المساحة المزروعة

فى سياق آخر، أكد الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن زراعة محاصيل البقوليات تشهد العديد من المشكلات أدت إلى انخفاض مساحتها وضعف إنتاجها محليا، ما يضطرنا إلى استيراد احتياجاتنا من محاصيل العدس والفول البدلى والحمص وغيرها من الخارج بكميات كبيرة، على الرغم من إمكانية زيادة هذه المحاصيل محليا بإجراءات وسياسيات زراعية بسيطة. وفى الوقت الحالى انتهت زراعة العدس تمامًا فى مصر ولا توجد أى مساحات مزروعة، وبالنسبة إلى الفول البلدى يبلغ حجم الإنتاج المحلى 70% من الاستهلاك ويتم استيراد باقى الكمية من الخارج، علمًا بأن محصول الفول البلدى يعانى مشكلة الهالوك وهى حشائش تتسلق على النبات وتلتف حوله ما يؤدى إلى خنقه وتلفه تمامًا.

                                                                                                                                        المناخ والأمراض

أشار أستاذ الاقتصاد الزراعى إلى أن عدم إقبال المزارعين على التوسع فى زراعة محاصيل البقوليات يرجع إلى ضعف العائد منها سواء من حيث الإنتاج، أو من حيث أسعار التسويق كما هى الحال فى محاصيل الفول البلدى والعدس والحمص، فمحصول الفول البلدى عالى المخاطر من حيث زراعته وإنتاجه بسبب تأثره الشديد بالرياح التى تتسبب فى تساقط الزهور وعالى الحساسية بآثار التغيرات المناخية، وكذلك محصول العدس فهو منخفض الإنتاجية وأسعار تسويقه غير مجزية بالنسبة إلى المزارعين مقارنة بزراعة المحاصيل المنافسة. وللعمل على حل هذه المشكلات لابد من زراعة محاصيل البقوليات فى الأراضى المستصلحة حديثًا بمساحة لا تقل عن 500 ألف فدان، حيث إن انتظار حل مشكلة نقص إنتاج محاصيل البقوليات من خلال المزارعين ذوى الحيازات المفتتة أمر غير منطقى ولن يتحقق.

                                                                                                                                               سياسات مختلفة

شدد الدكتور جمال صيام على ضرورة اعتماد حوافز مجزية للمزارعين للتوسع فى زراعة محاصيل البقوليات واتخاذ إجراءات وسياسيات زراعية جديدة من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتى من محاصيل البقوليات، علمًا بأن ذلك متاح وسهل التحقيق، ولابد أيضًا من تفعيل دور الإرشاد الزراعى للعمل على مكافحة الآفات والأمراض التى تصيب محاصيل البقوليات بشكل عام، وكذلك ضرورة تفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية تجاه القطاع الزراعى للقيام بالدور المنوط بها تجاه مختلف المحاصيل الزراعية، وأن يكون هناك قانون جديد للتعاون الزراعى يقضى على جميع العقبات التى تواجه التعاونيات الزراعية ويقر تشريعات جديدة من شأنها أن تجعل من التعاونيات الزراعية داعمًا حقيقيًّا للقطاع الزراعى وللفلاحين.

                                                                                                                                               ضعف الإنتاجية

فى اتجاه موازٍ، أكد المهندس محمود الطوخى رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للخضر وعضو مجلس إدارة الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى، أن الانخفاض الكبير فى مساحة زراعة محاصيل البقوليات يرجع إلى ضعف إنتاجية هذه المحاصيل وحساسيتها الكبيرة تجاه العوامل الجوية والتقلبات وأيضًا القيمة الاقتصادية الأعلى للمحاصيل المنافسة ومنها القمح والبنجر والبطاطس، ومن ثم يلجأ المزارعون إلى زراعة المحاصيل الأكثر ربحية على حساب محاصيل البقوليات.

وأضاف الطوخى، أن محصول العدس يتم رَيُّه مرة واحدة وتجود زراعته على مياه الأمطار، وبالتالى نحتاج إلى تطبيق النظم الجديدة فى الزراعة والرى والحصاد للتوسع فى مساحة زراعة العدس وهو ما يتطلب أيضًا دور أكبر من جهاز الإرشاد الزراعي، للتوعية بالمعاملات الصحيحة وزيادة معدلات الإنتاج بما يجعل من العدس محصول اقتصادى مجزى بالنسبة للمزارعين مقارنة بالمحاصيل المنافسة.

أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للخضر، أن زراعات الفول البلدى تعانى مشكلة الهالوك وهى مشكلة كبيرة لم يتم التوصل إلى حل لها حتى الآن رغم تسببها فى تلف المحصول تمامًا، ولا توجد أى أصناف جديدة عالية الإنتاجية فى الوقت الحالى تشجع المزارع على زراعة مساحة أكبر من المحصول، وهناك أيضا محاصيل منافسة للفول البلدى منها البطاطس والفراولة والقمح وهى جميعها أعلى من حيث العائد الاقتصادى من زراعات الفول البلدى، أما محصول الحمص فهو غير منتشر فى مصر وليس لدى شريحة كبيرة من المزارعين دراية بزراعته أو زيادة إنتاجه،.

                                                                                                                                 مجمعات زراعية

استطرد المهندس محمود الطوخي، قائلا: لابد من تخصيص أحواض زراعية مجمعة لزراعة محاصيل البقوليات سواء فى الأراضى القديمة أو الجديدة وتوعية المزارعين بالأساليب الصحيحة للزراعة والرى والحصاد للوصول إلى أعلى إنتاجية، ويتطلب ذلك أيضا منظومة تسويق عادلة لهذه المحاصيل تضمن إقبال المزارعين على زراعتها أسوة بالمحاصيل المنافسة، ولابد أيضًا من تفعيل دور الإرشاد الزراعى وتعميم خدماته على مستوى جميع المساحات والمحاصيل الزراعية على اختلافها.

                                                                                                                                    الفول السودانى

فيما يتعلق بزراعات الفول السودانى، أوضح المهندس محمود الطوخى أنها منتشرة بكثافة خاصة فى محافظات الدلتا، ويحقق المحصول إنتاجية مرتفعة كما تحقق مصر الاكتفاء الذاتى من المحصول، كما بدأت زراعات فول الصويا فى الانتشار بمساحات كبيرة نظرًا لاستخدامه فى صناعة الأعلاف الحيوانية لكونه عالى القيمة الغذائية ونسب البروتين، وتتزايد أهمية محصول فول الصويا فى السوق المصرى نظرًا لكونه من المحاصيل الزراعية المهمة فى مجال الأعلاف، وله العديد من الفوائد منها أنه غنى بالبروتين ويحتوى على نسبة عالية من البروتين، ما يجعله مصدرًا مهمًّا للأعلاف الحيوانية خاصة للدواجن والأبقار، ويتميز المحصول بتوازن الأحماض الأمينية ويحتوى على مجموعة متكاملة من الأحماض الأمينية الأساسية ما يساعد على تحسين جودة الأعلاف، ويعمل على تحسين النمو والإنتاجية؛ حيث يسهم فى تعزيز نمو الحيوانات وزيادة إنتاج الحليب واللحم.

                                                                                                                                   الجدوى الاقتصادية

أوضح ناصر حماد رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الزراعية المشتركة بمركز أخميم فى محافظة سوهاج، أن الجدوى الاقتصادية هى التى تحدد نوع الزراعات فى كل موسم زراعى، ففى ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج يلجأ المزارعون إلى زراعة المحاصيل الأكثر إنتاجًا وربحية لتحقيق عائد مناسب، كما أن هناك العديد من المحاصيل المهمة وذات عائد اقتصادى كبير لكن ليس لدى شريحة كبيرة من المزارعين دراية بطرق زراعتها وتحقيق إنتاجية عالية منها أو حتى تسويقها، ومن ثم يلجأون إلى زراعة المحاصيل المعروفة والمعتادة لديهم.

أضاف حماد أن أهم أسباب محدودية مساحة محاصيل البقوليات، انخفاض معدلات الإنتاج فى الفول البلدى والعدس وغيرها وعدم وجود سياسة تسويقية وأسعار ضمان تضمن للمزارعين تسويق إنتاجهم بأسعار عادلة وتحقق لهم ربحا مناسبا.

                                                                                                                                     تفتت الحيازات

أشار المهندس شعبان الضبع، مزارع، إلى أن أبرز مشكلات القطاع الزراعى تفتت الحيازات الزراعية؛ حيث تمثل الحيازات الصغيرة التى لا تتخطى 3 أفدنة نحو 80% من مساحة الرقعة الزراعية، وهو ما يحول دون زراعة أحواض كبيرة بمحاصيل محددة تلبى احتياجات السوق المحلي، وهناك جهود كبيرة من الدولة للتوسع فى الرقعة الزراعية واستصلاح أراض جديدة وزراعتها لتعزيز الأمن الغذائى من مختلف المحاصيل وخفض فاتورة الاستيراد.

أوضح الضبع أن النهوض بالقطاع الزراعى وزيادة معدلات الإنتاج، يتطلب توفير التقاوى المعتمدة عالية الإنتاجية من مختلف المحاصيل لكامل المساحات المستهدفة أو المزروعة، وكذلك توفير الأسمدة بالكميات المطلوبة وفى التوقيتات المحددة، وضبط سوق المبيدات لحماية المزارعين والقطاع الزراعى من المبيدات المغشوشة ومجهولة المصدر.

اخر اصدار

67