يهاجم مرض التبقع البكتيرى العديد من نباتات الزينة، مسببا خسائر فادحة للمزارعين ونستضيف اليوم الدكتور إبراهيم حسن الاستاذ بزراعة الازهر، ليحدثنا عن أعراض هذا المرض على نبات بنت القنصل (الإيفوربيا) ويبدأ حديثه بتعريف النبات قائلا: تزرع بنت القنصل أو نجمة الميلاد في شهر أغسطس لتزهر في شهر ديسمبر من نفس العام، و يكثر الطلب عليها في موعد الإحتفال بميلاد المسيح عليه السلام (الكريسماس) ويعتبر النبات رمز لعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية حيث يوضع بكثرة حول شجرة الميلاد لتجانس ألوانه مع الشجرة ولون أوراقه الحمراء مع زينة الميلاد.
ويتم زراعتها لجمال الأوراق (القنابات) الكبيرة التي تلي الأزهار الصغيرة وغير الواضحة، حيث تظهر بلون أحمر قاني في فصل الشتاء وتشبه بتلات الأزهار، ويستمر لون الأوراق أحمراً لعدة أسابيع ومنها نوع آخر قناباته بيضاء اللون أو صفراء، قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار، وقد أمكن انتاج أصناف منه لا يزيد ارتفاعها عن 60 سم.
أما مرض التبقع البكتيرى فى بنت القنصل فتسببه بكتريا Xanthomonas axonopodis pv. Poinsettiicola الظروف الملائمة للمرض: يلائم هذا المرض الجو الدافئ الرطب حيث تساعد هذه الظروف على سرعة تكاثر البكتيريوم المسبب ومن ثم زيادة إنتشاره.
وتظهر الأعراض فى بداية ظهورها على السطح السفلى للأوراق فى صورة بقع صغيرة مائية المظهر ذات لون بنى خافت ضارب للرمادى؛ بتقدم هذه البقع فى العمر وزيادتها فى الحجم (2-3مم)، وتصبح مرئية بوضوح على السطح العلوى للورقة متخذة لون بنى شيكولاتى أو محمر و أحياناً تكون محاطة بهالة خضراء شاحبة إلى صفراء هذه البقع قد تلتحم مع بعضها البعض لتكون مساحة كبيرة من الأنسجة المتلفحة (المحترقة).
وفي حالة الإصابة الشديدة، من الممكن أن تؤدى إلى تشوه الأوراق الحديثة حيث تصبح مجعدة المظهر وكذلك تؤدى إلى الإصفرار الكامل للأوراق المصابة و فى النهاية تؤدى إلى تساقط الأوراق المتقدمة فى العمر و فى بعض الأحيان تؤدى إلى تساقط جميع الأوراق؛ الأمر الذى يؤدى إلى ضرر كبير للنبات المصاب.
وتصيب نبات بن القنصل ( Euphorbia pulcherrima) بصفة أساسية، و لكن معظم النباتات الآخرى التابعة لنفس العائلة النباتية سجلت كعوائل لهذا المسبب المرضى و منها حشيشة لبن الحمارة (Euphorbia heterophylla) الشائعة الإنتشار فى الأراضى المصرية.
وينتشر المرض خلال فترة نمو المحصول نتيجة طرطشة مياه الرى أو المطر، و كذلك النقل الميكانيكى عن طريق الحشرات وأيضاً عمليات الخدمة المختلفة التى يتم فيها ملامسة النباتات السليمة بعد النباتات المصابة و فى حالة الإنتقال من المسافات البعيدة يتم عن طريق نقل وتداول الأجزاء النباتية المصابة سواء كانت القطع النباتية المستخدمة فى الإكثار أو نباتات الأصص، ويلاحظ أن المسبب المرضى يقضى فترة الشتاء على النباتات المصابة أوبقاياها وعلى بعض الحشائش القابلة للإصابة.
##
وتتم مكافحة المرض من خلال:
العمليات الزراعية الخاصة بمقاومة هذا المرض من الصعوبة بمكان نتيجة طبيعة المسبب المرضى و كثرة عملية التداول التجارى لهذا النبات و المقاومة تعتمد بشكل شبه كامل على التخلص وإبادة جميع الأجزاء المصابة هذا، من خلال اتباع الخطوات التالية:
• إن البداية بزراعة أجزاء نباتية نظيفة (خالية من المسبب المرضى) لمنع ظهور المرض.
• بمجرد تواجد المرض يجب التخلص من النباتات المجودة فى البؤر المصابة وكذلك التخلص من أو عزل النباتات المجاورة لها إذ ربما تكون حاملة للقاح البكتيرى.
• يجب تجنب البلل المستمر للمجموع الخضرى الناتج عن نظام الرى المتبع مثل الرى بالرش و ذلك بتغير هذا النظام أو تطبيقه على فترات متباعدة لتجنب البلل المستمر للمجموع الخضرى.
• وضع النباتات على مسافات متباعدة بحيث يوفر تهوية جيدة مما يضمن سرعة جفاف النباتات.
• يجب التخلص من جميع النباتات المستخدمة كنباتات إكثار (stock plants ) إذا ظهرت فيها أى أعراض للإصابة ثم تطهير جميع الأسطح الملامسة لها.
• يجب تجنب التعامل مع النباتات و هى مبللة.
• يجب إنهاء العمل فى المناطق التى ليس بها نباتات مصابة قبل بدء العمل فى المناطق التى بها نباتات مصابة حيث أن المسبب المرضى يمكن أن ينتقل عن طريق الآيدى و كذلك الأدوات المستعملة فى الخدمة.
ثم يأتي دور المكافحة الكيماوية وخلالها يستخدم المبيدات التى تحتوى على مركبات النحاس بشكل أساسى على الرغم من أنها تعطى نتائج جزئية، ويجب على كل الأحوال تطبيق المعاملة بهذه المركبات بشكل وقائى و ذلك فى أواخر الربيع أو مع ظهور أول أعراض المرض حتى يمكن الحد من سرعة إنتشار المرض.
و للحد من تكوين سلالات من المسبب المرضى غير حساسة أو متحملة للنحاس يجب تبادل إستخدام هذه المركبات مع المركبات الحيوية خاصة التى تحتوى على ميكروب (Bacillus subtilis).