سَيُفْتَحُ بَابٌ إِذَا سُدَّ بَابُ
نَعَمْ، وَتهُونُ الأُمُورُ الصِّعَابُ
وَيتَّسِعُ الحَالُ مِنْ بَعْدِ مَا
تَضِيقُ المَذَاهِبُ فِيهَا الرِّحَابُ
مَعَ الهَمِّ يُسْرَانِ هَوِّنْ عَلَيْكَ
فَلاَ الْهَمُّ يُجْدِي، وَلاَ الاكْتِئَابُ
"الإمام الشافعى"
ها هو عام جديد يبدأ، آملين أن يكون عام خير ورخاء وأمن وأمان وسلام على مصر شعبا وجيشا وقائدا.
رغم البدايات غير المواتية التى بدأت مع نهاية 2024 والتى شهدت أحداثا دامية فى المحيطين العربى والإقليمى الذى بدأ مع طوفان الأقصى فى أكتوبر 2023 واستمر طوال العام الماضى بمآسٍ غير مسبوقة طالت أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية من جانب عدو إسرائيلى لا يعرف معنى للإنسانية.
دخلت المنطقة كلها أبواب الحرب الإقليمية مع دخول العدو الإسرائيلى جنوب لبنان وعمليات القصف المتبادل مع إيران ومع الحوثيين فى اليمن.
على جانب آخر، اشتعلت المواجهة فى الجنوب، السودان، بين ميليشيات الدعم السريع والجيش السودانى، وفى الغرب، ليبيا، ما زالت الأوضاع هناك نار تحت الرماد قابلة للاشتعال فى أى لحظة.
مع اشتعال المنطقة تراجعت إيرادات قناة السويس بنسبة تقدر بـ 60%، وتأثرت عمليات نقل البضائع من وإلى المنطقة، وتأثر الاقتصاد المصرى بصورة كبيرة.
فما حدث ويحدث حولنا فى المنطقة يجبرنا على ضرورة التمسك بكل ما تحقق من مشروعات فى مختلف مجالات الزراعة والصناعة والمدن الجديدة، ليس تمسكا فقط بضرورة الحفاظ على هذه المشروعات بل البناء عليها والتوسع فيها، وذلك حتى يتحقق للمواطن المصرى أمنه الاقتصادى إلى جانب أمنه الاجتماعى.
فضلا عن الوعى بأهمية الحفاظ على وطننا مصر وعدم المضى وراء الحملات الموجهة لبث الفوضى التى عانى منها الشعب المصرى فى 2011 ومازال حتى كتابة هذه السطور يعانى آثارها.
هذا ليس من باب بث الخوف أو القلق، ولكنه سرد لواقع حدث ويحدث حولنا فى جميع الاتجاهات، فوعى الشعب المصرى لا نقاش فيه، ودائما ما يظهر هذا الوعى فى الأزمات؛ فالشعب المصرى هو من كشف عن زيف ادعاءات جماعة الإخوان، وهو من ثار عليهم فى الميادين وفى الشوارع، وهو الذى عانى إرهابهم فى كل موقع ومدينة مصرية، فلم تسلم لا الكنائس ولا المساجد ولا حتى أبناء الشعب من الطلبة وفى المستشفيات من عملياتهم القذرة، فكانت رسالتهم واضحة من خلال طلقات الرصاص من القنابل، ورغم ذلك لفظهم الشعب المصرى فى 30 يونيو، ولم يرضخ لإرهابهم.
من حسن طالع مصر، ومن حسن طالع الشعب المصرى، أن وضع الله فى طريقه وأمامه قائدا وهو الرئسى عبد الفتاح السيسى الذى يعى ويفهم جيدا التحديات التى واجهت مصر خلال هذه الفترة الحرجة فى مصير المنطقة، فحافظ على مصر، وفى الوقت نفسه قاد ملحمة بناء وتعمير فى كل بقعة من أرض مصر، و لم يرضخ لاستفزازات البعض لجر مصر إلى مناطق صراع مسلح كانت مستهدفة أن تقع فيه مصر؛ لتكون مستنقعا يستنزف موارد مصر وقدراتها، شعبا وجيشا.
ها نحن رأينا كيف قفزت إسرائيل بمنتهى الخسة والنذالة على سوريا فى صبيحة سقوط أو على الأصح إسقاط نظام بشار الأسد، وقامت بأكبر عملية عسكرية جوية استهدفت بها كامل معدات القوات المسلحة السورية بل قامت بتوسيع رقعة احتلالها لهضبة الجولان، واحتلت منطقة جبل الشيخ والقرى المحيطة به.
من حسن طالع مصر، أن قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بأكبر مشروعات استصلاح أراض واستزراع سمكى وصوب زراعية لتحقيق الأمن الغذائى للمواطن المصرى الذى لم يشعر بنقص سلعة فى ظل الأزمات العالمية من كورونا ومن الحرب الروسية الأوكرانية، ومن المحيط المشتعل فى الشرق الأوسط ، بل إن الصادارت الزراعية قفزت فى هذا التوقيت الحرج لتحقق أرقاما قياسية.
لهذا، لم يكن غريبا على السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يعقد اجتماعات مع عدد من قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والسيد حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسادة المحافظين، وكبار قادة القوات المسلحة والإعلاميين.
وجه من خلال هذا الاجتماع رسائل طمأنة إلى الشعب المصرى، فكما صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع الحالية على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومى المصرى، فضلا عن استعراض الجهود التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية فى حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية فى ظل ما تموج به المنطقة من أحداث.
أكد السيد الرئيس أن مصر تمتلك القدرة والقوة بما يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها، مشددًا على أن الدولة المصرية تتابع من كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استنادًا إلى ثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين فى التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دول المنطقة بأسرها.
شدد السيد الرئيس فى هذا الصدد على ضرورة تعظيم قدرات كل مؤسسات الدولة وأجهزتها، مؤكدا أهمية الدور الذى تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية فى الحفاظ على الوطن، إيمانًا منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات.
أكد السيد الرئيس أيضا أن الظروف الحالية برهنت على أن وعى الشعب المصرى وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة، مشيرا إلى استمرار جهود التنمية الشاملة فى كل ربوع مصر سعيًا نحو تحقيق مستقبل يلبى تطلعات أبناء الشعب المصرى وطموحاته.
مع وعى الشعب المصرى ومع ما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية ومع قائد على درجة كبيرة من الوعى والفهم والإخلاص، ولأنها إحدى سنن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أستطيع أن أقول: استبشروا خيرا بـ 2025 .
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها.